هي من الآثار التي كانت في شرقي مدينة النجف الأشرف. تقع على بعد قرابة 5 كيلومترات، على يسار الذاهب من النجف إلى الكوفة. و هي مسلحة تقع على الضفة الغربية اليمنى لخندق سابور (كري سعد) .
و قد أدركناها متماسكة كأحد المخافر المهجورة يوم كانت المحجّة الحديدية (الترامواي) عامرة بين النجف و الكوفة، و قد بنيت على هيئة مسلحة حربيّة محكمة بالآجر الأحمر القديم، و كان في الجهة العليا من محيط بنائها ثقوب مشرفة على الجهات الأربع. و قد هدمت تدريجيّا من قبل طالبي الحجارة القديمة لبيعها.
أمّا سبب بنائها فقد ذكر شيخنا البحّاثة طيّب اللّه ثراه، بقوله: كانت الأعراب في عهد آل عثمان بالعراق دأبها النهب و السلب و القتل للزائرين خصوصا في صحراء كربلاء و الكوفة، فأقيمت مسالح بين الكوفة و النجف، و ما قاربها لصدّ الغارات الفجائية عن النجف من جانب البر. و قد هدمها أمراء آل عثمان في أواخر دولتهم، كما عبثوا أيضا بقلعة صغيرة ضخمة البناء على الضفة اليمنى للخندق (كري سعد) اسمها قلعة النشامة.
و ذكر شيخنا رحمه اللّه في وجه تسميتها بهذا الاسم: هو أنّ سبعون رجلا من قبيلة بني مسلم [1] كانت لهم نوبة من الحراسة و التصدّي و رصد البر قد دهمتهم جيوش الوهابي ابن سعود في طريقهم للهجوم على النجف في عصر الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء، فضايقتهم جيوش الوهابي المغيرة، فتحصّنوا بالقلعة هذه و دامت الحرب بينهم ثلاثة أيام حتى نفد ما عندهم من السّلاح و الماء و المتاع، فقتلوهم جميعا في هذه القلعة، و لهذا سمّيت قلعة النشامة. [2]