يقع في منتصف الطريق بين مدينة النجف المسوّرة و مسجد الكوفة الأعظم، و يبعد عن المحجّة الحديديّة (الترامواي) التي أقيمت بين النجف و الكوفة قرابة عشرين مترا شمالا. كان ينزل إليه بمرقاة طويلة، و يجري ماؤه تحت الأرض بقناة هي فرع من قناة النجف التي تجري من الفرات شمالا. و هو من آثار سلاطين الشيعة الذين عمّروا العتبات المقدّسة، و خدموا مجاوريها و زوّارها، فحفروا الآبار و القنوات لشرب أهل النجف الأشرف الماء العذب، و قد تقدم ذلك.
و قد أدركنا بعض دعائم بناية صغيرة مهدومة تعرف عند السواد ببئر النصف يوم كانت المحجّة الحديديّة عامرة بين النجف و الكوفة فتقف هناك القاطرات التي تجرّها الخيول في منتصف الطريق للاستراحة، فينزل المسافرون في بناية صغيرة مربّعة تعرف بسبيل بئر النصف، فيها كيزان ماء يملؤه أهل الخير و الثواب لعابري السبيل و الزائرين.
قال شيخنا محمد حرز الدين: و قد هدم أمراء آل عثمان في آخر دولتهم بالعراق هذه الآثار التاريخية. و كان لبئر النصف درج عريض يشرب منها كلّ ظمآن في البادية، و قد شربنا منها يوم جئنا عائدين من زيارة الإمام الحسين عليه السّلام في إحدى زياراتنا مشيا على الأقدام بعد الظهر في شهر تموز، و قد كان معنا من رفقائنا العلماء الأعلام العالم المقدّس الشيخ علي الخاقاني، و الشيخ علي كشكول، و الشيخ محمد لائذ. و السيّد محمد بن السيّد هاشم الشرموطي، و الشيخ مهدي الخاجة، و السيّد كاظم الكيشوان، و السيّد صالح الكيشوان، و الشيخ ياسين ذهب، و الشيخ علي الغراوي. [1]
و سيأتي في القرن الثالث عشر أحداث سنة 1267 هـ ما له صلة بالموضوع.