responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 520

أما عرض الطريق وسعتها و كيفيّة وضعها فبعضها لا يمكن السلوك فيها إلاّ حبوا كما يحبو الطفل لقرب سمائها من أرضها، و بعضها لا يسلك فيه الماشي إلاّ كالراكع في الصلاة أو كالمنحني انحناء بحيث تقف البيضة على ظهره، و بعضها يرتفع بعلوّ القامة أو ما يقرب من القامة و لم نجد فيها أعلى من القامة إلاّ قليلا، و بعضها لا يمكنك أن تمشي فيها و الطريق أمامك و لكن تمشي مجانبا (صفحا) و يكون وجهك أمام الجدار.

أمّا نحتها فهو بسيط جدّا يظنّه الرائي لأوّل وهلة نحتها طبيعيّا لخلوّه من دقّة الصناعة و الهندسة، و في كثير من أرضها و جدرانها و سقوفها شقوق أو فطور طبيعية تدخل فيها يد الإنسان، و أرضها و جدرانها و سقوفها غير مستوية و كلّها مضلّعة أي ذات أركان بارزة إلاّ بعض السقوف-و هي قليلة-فإنّها مقوّسة و لم نشاهد فيها أثر كتابة أو نقوش، و إن كان ثمّة شي‌ء منها فلا يمكن الإهتداء إليه، لأنّ جميع الجدران و السقوف مغشّاة ببول الخفّاش و تعسر إزالته أو كشطه بدون آلة و اعتناء في مدّة مديدة، و لم نسمع فيها أيضا سوى وطوطة الخفاش، و قد شاهدنا في أثناء الطريق عظام حيوانات غير مفترسة.

و بعد مسافة نصف ساعة نزلنا في نقرة واقعة في وسط فسحة بين مفرق أربعة طرق يبلغ محيطها نحو 6 أمتار و عرض فم النقرة على قدر جسم الإنسان الذي هو ليس بالسمين و لا بالضعيف، و عمقها نحو 3 أمتار تقريبا، و من هناك سلكنا طريق تتفرّع منه طرق متعدّدة كما وصفنا، و قد نزلنا في حفرة عند منتهى إحدى تلك الطرق يبلغ عمقها ثلاثة أمتار و محيطها 6 أمتار فوجدنا فيها كثيرا من كسر الحجارة (رضما) و بين تلك الرضام عظم زند إنسان لا غير، عليه وسخ كثير.

و مازلنا نخرج من دهليز و نسلك آخر حتى مللنا، و في أثناء مرورنا شاهدنا ضياء الشمس فسألنا الدليل من أين هذا الضياء؟فقال: هذا من مغارة بابها من الجهة الأخرى من التل أو الجبل تجاه الشمال.

ثم سرنا و وجهنا إلى القبلة و إلى الجنوب الغربي حتى مررنا بحفرة لها باب كأبواب‌

نام کتاب : تاريخ النجف الأشرف نویسنده : عبد الزراق حرز الدين    جلد : 1  صفحه : 520
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست