يستقرب على الأقل مدّة شهر و ليس لدينا من المؤونة و المعدّات ما يلزم. ركبنا خيلنا و رجعنا و قد أجّلنا التجوّل فيها إلى وقت آخر، و إليك وصف عريسات كما شاهدناه و سمعناه.

وصف عريسات‌

عريسات عبارة عن دهاليز غائرة كالمغاور عديدة تتجاوز المئة عددا، و هي واقعة في أعلى الجبل أو التل، و أبوابها مقابلة للقبلة، و يتفاوت علوّ أبوابها تفاوتا بيّنا، فأعلى ما يكون منها نحو متر و نصف متر و أدناها قراب 80 سنتمترا، و كذلك يتفاوت بعد أبواب بعضها عن بعض فهو نحو المتر و المترين و الثلاثة أمتار.

و المغاور صفّان أو طبقتان عليا و سفلى، و بين الطبقة و الطبقة نحو 4 أمتار أو أكثر.

أبواب الصف الأعلى لا طريق إليها و لا يمكن وصولها إلاّ بسلّم. و أكثر تلك المغاور تتفرّع إلى طريقين و ثلاث و أربع و خمس طرق ما عدا"أبو سبعين"السالف الذكر، و مسافة الطرق المذكورة نحو مترين و 4 و 7 و 10 أمتار لا غير.

و التّل الذي فيه عريسات يبلغ علوّه نحو 12 مترا و هو دليل الخارج من النجف إلى عريسات لأنّه يمتدّ مع الطريق إلى عريسات كما مرّ ذكره، و جميع مغاور عريسات منحوتة في حجر ذلك التل أو الجبل نحتا و ليس ثمّ أثر بناء بالطاباق أو اللبن و الجص أو غير ذلك البتّة.

إذا دخلت إلى مغارة من مغاور عريسات و تقدّمت فيها إلى الأمام مقدار 10 أمتار يعتريك في الحال دوران-دوخة في الرأس-و ضيق في التنفّس و ذلك ممّا تشمّه من الرائحة الكريهة رائحة بول الخفّاش و ذروقه الذي تمرّ عليه المئات من السنين و لا يمرّ عليه الهواء. و الدخول في مغاور عريسات بدون ضياء بعيد التحقيق أو محال لأنّك إذا جاوزت باب المغارة و تقدّمت إلى الأمام مقدار عشرة أمتار صرت في ظلمة لا يبصر فيها العقاب. و إذا انطفأ سراجك و أنت داخل عريسات فلابدّ لك من الوقوف في مكانك حتى تسرجه لأنّك لا تدري أين تضع قدمك أفي البحر أم في النار. ـ