تقدّم القول عن موقع أطلال طيزناباذ في الزمن الحالي. و أراد الباحثون ممّن اشتهروا بطول الباع و بعد النظر في المسائل الأثرية فيما كان لهذه المدينة القديمة العهد في القرون الماضية من الآثار الخطيرة المؤيّدة لحدودها و الناطقة بخطورة شأنها هذا، لأن بعدها عن القادسية و توسّطها حافة طريق الحجاج من البراهين التي لا تحتمل النقض، هذا فضلا عمّا رأيناه هناك من الدوارس و الأطلال التي أثبتنا وصفها في رسالتنا السابقة. بقي علينا هنا أن نأتي على ما كان لها في القرون الخالية و العصور الغابرة من العزّ و السؤدد و ما بلغته من العمران و التقدم، ذلك مع الإلماع إلى ما قاله شعراء العرب فيها، و تدوين نبذ صغيرة من تأريخها المتفرّق أيدي سبأ في بطون الكتب معتمدين في ذلك على أصدق الكتب التاريخية و أصحّ الروايات و أوثق المصادر، و على ذلك نقول:
مؤسّس طيزناباذ و نبذ من أخباره
لا يختلف اثنان في أنّ مؤسّس طيزناباذ هو الضيزن أحد ملوك العرب ابن معاوية ابن العبيد السليحي، و اسم سليح عمر بن طريف بن عمران بن الحاف بن قضاعة. [1]
و قال الكلبي: الضيزن معاوية بن الاحرام بن سعد بن سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. [2]
و قد اختلف في نسبه و هو المعروف عند الجرامقة بـ"الساطرون"، و ضيزناباذ منسوبة إليه، و هي مركّبة من كلمتين الأولى"ضيزن"و هو اسم هذا الأمير و الثانية"آباذ"و هي كلمة فارسيّة معناها"العمارة"أي"عمارة الضيزن"و كانت العرب تتلفّظ بها بالضاد، إلاّ أنّه لمّا غلبت الفارسيّة ضرّتها العربيّة في هذه الأرجاء و كانت الفارسيّة خالية من الضاد تكلّموا بها بالطاء فاشتهرت بها.