و روي عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام أنّه خرج يوما من القصر بالكوفة إلى النخيلة فصلّى بها الظهر ركعتين و العصر ركعتين ثمّ رجع من يومه، و قال: أردت أن أعلّمكم سنّة نبيّكم صلّى اللّه عليه و آله. [1]
أقول: كلّ ذلك يدل على قرب النخيلة من الكوفة، و أنّها لا تبعد عن مدينة النجف الحاضرة سوى بضعة عشر كيلومترا. و كما ترى ممّا قدّمنا، أنّ موقع النخيلة هو خلاف ما استظهره العلاّمة صاحب"جواهر الكلام"، من أنّ النخيلة هي المسمّاة بذي الكفل. [2]
و الذي يظهر أنّ النخيلة بلدة لا موضع، فقد ذكر وكيع في كتابه"أخبار القضاة":
أنّ عيسى بن المسيّب البجلي كان في أعوان قاضي الكوفة سعيد بن عمرو بن أشوع الهمداني، فاستقضاه خالد القسري على النّخيلة، و قد قيل لمّا مات ابن أشوع أنّ خالد القسري عزل عيسى بن المسيّب، و ولّى محارب بن دثار على النّخيلة. [3]
12-الرصافة
مدينة أحدثها المنصور العباسي بظهر الكوفة [4] قبل بنائه مدينة بغداد. ذكرها الحسين بن السري الكوفي، فقال: