روى الطبري، عن أبي مخنف، أنّه قال: و مضى شبيب الخارجي و جماعته فمرّوا بمسجد بني ذهل فلقوا ذهل بن الحارث، و كان يصلّي في مسجد قومه فيطيل الصلاة، فصادفوه منصرفا إلى منزله فشدّوا عليه ليقتلوه، فقال: اللهمّ إنّي أشكو إليك هؤلاء و ظلمهم و جهلهم. اللهمّ إنّي عنهم ضعيف فانتصر لي منهم. فضربوه حتّى قتلوه، ثمّ مضوا حتى خرجوا من الكوفة متوجّهين نحو المردمة. [1]
11-النّخيلة
يظهر من الأخبار الواردة و الأحداث التي دارت في النّخيلة أنّها تقع بظهر الكوفة ضمن موضع النجف العام، فقد كان أمير المؤمنين علي عليه السّلام يخرج إليها إذا أراد أن يخطب الناس. [2] كما اتّخذها عليه السّلام معسكرا له قبل توجّهه لحرب أهل الشام بصفّين، و كذا بعد فراغه من حرب الخوارج، فأمر الناس أن يلزموا عسكرهم بالنخيلة و أن يقلّوا زيارة أبنائهم و نسائهم بالكوفة حتى يسيروا إلى عدوّهم، فأقاموا فيه أياما ثمّ تسلّلوا من معسكرهم فدخلوا الكوفة إلاّ رجالا من وجوه الناس. [3]
قال الحموي: النّخيلة، موضع قرب الكوفة على سمت الشام. [4] و نقل البكري عن الخليل قوله: النّخيلة، موضع بالبادية. [5]
و ممّا يدل على وقوعها في البر، و قربها الشديد من الكوفة، ما ذكره ابن الأثير في رجوع الإمام علي عليه السّلام من صفين إلى الكوفة، قال: أخذوا طريق البر و ساروا حتى جاوزوا النخيلة و رأوا بيوت الكوفة فإذا بشيخ في ظل بيت عليه أثر المرض فسلّم عليه أمير المؤمنين.... [6]