قال الحموي: أظنّه من أبنية الرشيد. وجد على جدار من جدرانه مكتوبا: حضر عبد اللّه بن عبد اللّه، و لأمر ما كتمت نفسي و غيبت بين الأسماء اسمي في سنة 305 هـ، و يقول: سبحان من تحلّم عن عقوبة أهل الظلم و الجبريّة. إخوتي، ما أذلّ الغريب و إن كان في صيانة، و أشجى قلب المفارق و إن كان آمنا من الخيانة، و أمور الدنيا عجيبة و الأعمار فيها غريبة.
و ذو اللب لا يلوي إليها بطرفه # و لا يقتفيها دار مكث و لا بقا
تأمّل تر بالقصر خلقا تحسّه # خلا بعد عزّ كان في الجوّ قد رقا
و أمر و نهي في البلاد و دولة # كأن لم تكن فيه و كان به الشقا [1]
و لهذا القصر ذكر في الآتي.
14-قصر ابن بقيلة
من قصور التي ورد ذكرها في الفتوح. و ابن بقيلة هو عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة الغسّاني.
روي عن يزيد بن نبيشة العامري، أنّه قال: قدمنا العراق مع خالد بن الوليد فانتهينا إلى مشلحة العذيب، ثم أتينا الحيرة و قد تحصّن أهلها في القصر الأبيض و قصر ابن بقيلة و قصر العدسيّين، فأجلنا الخيل في عرصاتهم ثمّ صالحونا. [2]
و كان خالد قد أمر بكلّ قصر رجلا من قوّاده يحاصر أهله و يقاتلهم، و كان المثنّى محاصرا قصر ابن بقيلة. [3]