حتى تكفوني أمر هؤلاء، فخرج إليهم أهل الكوفة فقاتلوهم فقتلوهم، و كان عند المعركة جوسق خرب ربّما ألجأت الخوارج إليه ظهورها، فقال قيس بن الأصم الضبّي يرثي الخوارج:
إنّي أدين بما دان الشراة به # يوم النخيلة عند الجوسق الخرب
النافرين على منهاج أوّلهم # من الخوارج قبل الشك و الرّيب
قوما إذا ذكّروا باللّه أو ذكروا # خرّوا من الخوف للأذقان و الرّكب
ساروا إلى اللّه حتى أنزلوا غرفا # من الأرائك في بيت من الذهب
ما كان إلاّ قليلا ريث وقفتهم # من كلّ أبيض صافي اللون ذي شطب
حتى فنوا و رأى الرائي رؤوسهم # تغدو بها قلص مهرية نجب
فأصبحت عنهم الدنيا قد انقطعت # و بلغوا الغرض الأقصى من الطلب [1]
7-القصور الحمر
هي في الحيرة. ورد ذكرها في حديث أبي الفرج الأصفهاني.
قال أبو الفرج: أخبرني محمد بن العباس اليزيدي، قال: حدّثني عمّي عبيد اللّه، عن ابن حبيب، عن ابن الاعرابي: أنّ أبا زبيد وفد على الوليد حين استعمله عثمان على الكوفة... و قد كان الوليد استعمل الربيع بن مري بن أوس بن حارثة بن لام الطائي على الحمى فيما بين الجزيرة و ظهر الحيرة فأجدبت الجزيرة، و كان أبو زبيد في بني تغلب نازلا، فخرج بإبلهم ليرعيهم، فأبى عليهم الربيع بن مري و منعهم، و قال لأبي زبيد: إن شئت أرعيك وحدك فعلت، فأتى أبو زبيد إلى الوليد فشكاه، فأعطاه ما بين القصور الحمر من الشام إلى القصور الحمر من الحيرة و جعلها له حمى، فقال أبو زبيد فيه شعرا يمدحه فيه. [2]