أحد قصور الحيرة اتّخذه سعد بن أبي وقّاص مقرّا له في وقعة القادسية، كما سيأتي في أحداث سنة 14 هـ في الجزء الثاني من الكتاب.
قال البلاذري: و كان سعد قد استخلف على العسكر و الناس خالد بن عرفطة العذري حليف بني زهرة لعلّة وجدها، و كان مقيما في قصر العذيب.
و قال: كان أبو محجن الثقفي شرب الخمر في عسكر سعد فضربه و حبسه في قصر العذيب. فسأل زبراء أم ولد سعد أن تطلقه ليقاتل ثم يعود إلى حديده. فأحلفته باللّه ليفعلن إن أطلقته. فركب فرس سعد و حمل على الأعاجم فخرّق صفّهم و حطّم الفيل الأبيض بسيفه و سعد يراه. فقال: أمّا الفرس ففرسي، و أمّا الحملة فحملة أبي محجن.
ثمّ أنه رجع إلى حديده. و يقال إنّ سلمى بنت حفصة أعطته الفرس. [1]
6-الجوسق الخرب
الجوسق: القصر، أو الحصن، و هي كلمة فارسية معرّبة. قال الزبيدي: و أصلها بالفارسيّة"كوشك". [2]
قال الحموي: و الجوسق الخرب، موضع بظاهر الكوفة عند النخيلة، و كانت الخوارج قد اختلفت يوم النهروان فاعتزلت طائفة في خمسمئة فارس مع فروة بن نوفل الأشجعي، و قالوا: لا نرى قتال علي بل نقاتل معاوية، و انفصلت حتى نزلت بناحية شهرزور، فلمّا قدم معاوية من الكوفة بعد قتل علي عليه السّلام، تجمعوا و قالوا: لم يبق عذر في قتال معاوية، و ساروا حتى نزلوا النخيلة بظاهر الكوفة، فنفذ إليهم معاوية طائفة من جنده فهزمتهم الخوارج، فقال معاوية لأهل الكوفة: هذا فعلكم و لا أعطيكم الأمان