موضع الإصبعين‌

مكان الإصبعين معلوم اليوم، و علامته النقبة الواقعة في طرف الصندوق الخاتم من جهة الرأس الشريف ممّا يلي القبلة، معلّقا عليها مقدار من الأحجار الكريمة الثمينة و الحلي أهداها السلاطين و الملوك من أيران و الهند [1] ، و هو اليوم ظاهر يرى للناظرين من وراء الزجاج المحيط بصندوق الخاتم الذي بعث به ملوك الزند سنة 1202 هـ.

و لهذا الموضع قصّة بلغت حد الإشاعة، و ذكرها غير واحد.

قال المحدّث النوري: و أمّا قصّة مرّة بن قيس فهي و إن لم توجد في الكتب المعتبرة، إلاّ أنّها في الشهرة عند الشيعة بمكان لا تخفى على أحد، بل قلّ معجزة بلغت إلى هذه الرتبة من الشيوع. و قد أشار إليها الحكيم سنائي الغزنوي في حديقته وعدّها من المناقب المسلّمات، و هو في حدود سنة الخمسمئة. و كذا الحكيم الفردوسي، و هو في حدود سنة الأربعمئة. و للمولى حسن الكاشي الآملي المعاصر للعلاّمة الحلّي فيها قصيدة مخصوصة. و ملخّص هذه القصّة على ما نقله في الكتاب المذكور، عن السيّد الجليل و العالم النبيل السيّد نصر اللّه الحائري، عن المولى عبد الكريم، عن كتاب"تبصرة المؤمنين". و رواها السيّد محمد صالح الترمذي المتخلّص بالكشفي من علماء أهل السنة في كتاب"المناقب"، و قال: إنّه ثبت ذلك بالأسانيد الصحيحة، و هو أنّ مرّة بن قيس كان رجلا كافرا له أموال و خدم و حشم كثيرة، فتذاكر يوما مع قومه في شأن آبائه و أجداده و أكابر قومه، فقيل له: إنّ أكثرهم قد

[1] كان الميرزا محمد تقي بن محمد كاظم الشمس آبادي الأصبهاني يعرف بالألماسي، لأنّ والده الميرزا محمد كاظم نصب فصوصا من الماس في موضع الإصبعين من ضريح أمير المؤمنين عليه السّلام، و كانت قيمته سبعة آلاف تومانا. و كان الميرزا محمد كاظم ابن أخي العلامة المجلسي و صهره على ابنته. و الميرزا محمد تقي عالم فقيه موصوف بالفضل و حسن السجايا، أديب شاعر بالفارسية، متعبّد زاهد ناسك، ينتفع به الناس من جمعته و جماعته، و فوضت إليه إمامة الجمعة بأصبهان أيام السلطان نادرشاه. (تلامذة المجلسي: 85)