المقام الثاني و في النجف مقام آخر ينسب إلى الإمام زين العابدين عليه السّلام‌

موقعه غربي الصحن الغروي الشريف، يبعد عنه ما يقدّر بمئة و خمسين مترا تقريبا، في آخر سوق العمارة (سوق القاضي) في دار قديمة. و اليوم لم يتغير بناء تلك الدار و المحراب الذي فيها.

في كتاب النوادر: إنّ في منتهى هذا الزقاق-الذي صار سوقا يعرف بسوق العمارة بعد فتح باب الصحن الجديد-محرابا قديما مجلّلا يزعم الناس أنّه محل كان الإمام زين العابدين عليه السّلام يربط ناقته فيه عند ما يجي‌ء لزيارة جدّة أمير المؤمنين عليه السّلام، و يتقدّم ماشيا إلى القبر الشريف، و لذا سمّيت هذه المحلّة بعد بمحلّة الرباط، ثمّ اهملت أسماء هذه المحال و سمّيت بمحلّة عمارة المؤمنين. [1]

أقول: و هذا المحراب الذي يصفه شيخنا عطّر اللّه مثواه يقع قبال مدرسة السيّد البروجردي الصغيرة التي أشادها السيّد هاشم البهبهاني، في دار منخفضة عن أرض سوق العمارة، و يظهر أنّ أرضها ما يقارب أرض البلد القديمة. و اليوم أصبح هذا المقام من الآثار الإسلامية المندرسة في النجف الأشرف بعد الهدم الأخير للقسم الأكبر من محلّة العمارة.

11-مقامي الإمام الصادق و موضع منبر القائم عليهما السلام‌

يؤثر في النجف الأشرف مقامان للإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام، صلّى فيهما عند مجيئه لزيارة مرقد جدّه أمير المؤمنين عليه السّلام. و صرّحت أخبار كثيرة- تقدّمت-أنّ الإمام الصادق عليه السّلام كان يأتي تارة من الحجاز لزيارة المرقد المطهّر، و أخرى من الكوفة أو الحيرة، كما دلّ بعض شيعتهم على مرقده، و أعطى صفوان الجمّال دراهم لإصلاح دكّة على القبر حتى ظهوره على يد هارون الرشيد العباسي.

[1] كتاب النوادر: 7/85.