الحاج محمد علي الشوشتري الملقّب برئيس تجّار عربستان، و هو والد الحاج مشير نزيل دمشق الشام، حيث تبرّع لهذا المشروع في سنة 1342 هـ-1923 م بمبلغ 300 ألف روبية، على أن تصرف في حفر جدول من محلّ يعرف بالمزيديّات متّصل بجدول بني حسن، و ينتهي مصبّه إلى بحيرة النجف القديمة غربي المدينة.
و تقرّر رسميّا مع الحكومة العراقية بأنّ ما يحدث على ضفة النهر من زروع و بساتين يصرف ريعه-بعد أخذ العشر منه للدولة-على إصلاح الجدول و على مستشفيات و مدارس النجف، و إن زاد ففي كربلاء. و أعطيت الرخصة بذلك من الدولة العراقية بتوقيع الملك فيصل الأوّل في غرّة رمضان سنة 1342 هـ و عند أوّل يوم من الشروع في هذا العمل الخيري حضر الملك فيصل و أخذ المسحاة بيده و حفر شيئا من الأرض و حفر معه الحاج رئيس تجّار عربستان و جماعة من وجهاء النجف كالسيّد محمد علي آل بحر العلوم، و السيد مهدي آل السيّد سلمان، و الحاج محسن شلاش، و الحاج عبد الرزّاق شمسة رئيس بلدية النجف، و علوان الحاج سعدون رئيس قبيلة بني حسن، و غيرهم. و استمر عمل الحفريات بنشاط على أحسن ما يرام مدّة. إلاّ أنّ هذه المحاولة لم تتم حيث أنّ الحاج رئيس سحب ذلك المال الذي تعهّد به، و كان قد وضعه في البنك، لأمور يظن أنّ أهمّها معارضة كثيرين له في ذلك و طلبهم إليه العدول عنه لأنّه يضر بأهل النجف بزعمهم و لا ينفعهم.
قال الحجّة السيّد محسن الأمين: و قد أطلعني الحاج رئيس التجّار و هو في دمشق على نحو من أربعين صحيفة جاءته في دفعتين من أناس يلومونه و يقولون له: أنت بعملك هذا تعمل شرّا لا خيرا، و ذلك لأنّه بلغهم أنّ الدولة تريد أن تكلّفهم بتكاليف لهذا الأمر و اللّه أعلم. [1]
و لمّا سحب الحاج رئيس ما رصده لهذا المشروع الخيري، كانت مصروفات