يشربون مياه الآبار المالحة. فكم شربنا من مياه الآبار لكن عند خروجه من البئر بالدلاء باردا، فيمكن للمرء أن يتجرّعه، و إذا تأخّر في الكيزان يصعب شرابه، بل لا يمكن.
و سمّي هذا النهر بنهر الملك غازي عاهل العراق، بعد إحيائه ثانيا في عهد وكيل متصرّف لواء كربلاء السيّد جعفر حمندي قائمقام النجف في رابع ذي الحجة عام 1350 هـ.
و أرّخ الشيخ علي البازي هذه المناسبة بقوله:
آثار فيصل في العراق جليّة # جلّت و عزّت أيّما إعزاز
قد حلّقت في الأفق ذكراها فلم # تبلغ مداها فكرة ابن البازي
و بعد خراب كري الكروري لقناة السيّد أسد اللّه أصلح هذه القناة المرجع الديني الأعلى الحاج ميرزا حسين الخليلي حيث بنى المنهدم منها و جعل لها مجرى من الفرات، ابتدئ بالعمل سنة 1319 هـ و فرغ منه سنة 1327 هـ. و لكن لانقطاع مجراه من النهر الكبير نهر الهنديّة إضافة إلى وفور ماء الآبار المالحة عليه تغيّر طعم الماء إلى المرورة فلا يطفئ الغلّة.
22-محاولة ضخّ ماء الفرات من الكوفة
في سنة 1330 هـ في العهد العثماني بالعراق ألّفت شركة تجارية في النجف الأشرف محاولة شراء آله بخارية رافعة من شركة ألمانية في برلين توضع على فرات الكوفة لتدفع الماء إلى النجف، و استحضر لذلك أنابيب ضخمة الحجم، و وصل إلى الكوفة أكثر الأنابيب و طرحت جنبي محجّة الحديد بين الكوفة و النجف، و الباقي بقي في البصرة مع مكائنها و لوازمها. ثمّ جاءت الحرب العالمية الأولى فاهمل هذا المشروع، و عادت النجف إلى حالتها السابقة تكابد الظمأ و لواقح الهجير في الصيف.