الأقدس قرب باب الطوسي ببعد حدود المئة ذراع عنه. [1]
و في محلّة المشراق دار شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رضوان اللّه عليه المتوفى بالنجف سنة 460 هـ، و اقبر بداره التي أصبحت مسجدا شهيرا باسمه.
و فيها عمارة تيمورلنك المغولي [2] قرب باب الطوسي شمال الصحن الغروي قرابة خمسين مترا مقابل بقايا رواق مسجد عمران بن شاهين قرب ساباط هناك قديم في دريبة نافذة أدركناه و هدم الآن، و موضعه اليوم بين الشارع المحيط بالصحن و بين مسجد الشيخ الطوسي، و مدرسة الشيخ مهدي آل كاشف الغطاء. و مدرسة القوام الدينية في زقاق صغير نافذ.
[2] ولد تيمور لنك المغولي في"سوبز"من بلاد"رقش"سنة 1336 م-737 هـ و هو ابن رئيس قبيلة "برلاس"التركية الخاضعة لملوك التتر، و ما كان يبلغ الثلاثين حتى تسنّم زمام"ترانز او كسانيا" و جعل سمرقند عاصمة له، و لكنّه كافح 11 سنة للسيطرة عليها نهائيا، ثمّ أخضع قندهار و كابول و سيستان و مازندران، و إنّ المدن التي كانت تستسلم من غير قتال لم تسلم من السلب و النهب و الذبح. و في سنة 1390 م-793 هـ اجتاح بلاد فارس و أطاح بخلفاء هولاكو و دمّر عاصمتهم. و اجتاح بغداد سنة 1392 م-795 هـ، و رفع فيها أهراما من 90 ألف جمجمة.
و كذلك فعل بالحامية التي كانت ترابط في قلعة تكريت الشهيرة بين الموصل و بغداد، و زحف إلى دمشق فدمّرها و أعاث فيها فسادا. و بعد أن اكتسح أراضي آسيا الصغرى و الرافدين و كردستان و جورجيا اجتاح روسيا و دخل موسكو و أنزل فيها قتلا و نهبا و دمارا، و اجتاح الهند و قبل أن يدرك حصون دلهي سنة 1398 م-801 هـ أعدم مئة ألف نسمة ثمّ انقضّ عليها و مزّقها شرّ تمزيق، و ما لبث أن زحف تيمورلنك على رأس مليون و ثمانمئة رجل إلى الصين، فعبر"أخسار"فوق الجليد، و سار شهرا كاملا، و لكن لحسن حظ الصينيين و البشرية فتك داء عضال بتيمورلنك فلاقى حتفه في"أوترار"على مسافة ست فراسخ من سمرقند و ذلك في أول نيسان سنة 1405 م-808 هـ فاستراح العالم من سفّاح قلّما شهد التاريخ نظيره.