ورد في التاريخ و الأثر أنّ للنجف أسماء كثيرة، منها ما تعمّ موضعه، و منها أسماء تندرج فيه لمواضع خاصة منه، و هي:
1-النجف
تقدّم الكلام عن معنى النجف في اللغة، و سبب تسميتها بهذا الاسم.
2-الغري
الغريّان بناءان طويلان يقال هما قبر مالك و عقيل نديمي جذيمة الأبرش أحد ملوك الحيرة، كما سيأتي الكلام عنهما في المواضع العامة في النجف. و إنّما ذكروا الغري مفردا، أو كنّوا عن التثنية بالواحد، لأسباب:
الأول: إنّ التسمية جاءت من هدم أحد الغريين، فقد ورد أنّ المنصور الدوانيقي أمر بهدم أحد الغريّين لكنز توهّم أنّه تحتهما فلم يجد شيئا. [1]
و مرّ معن بن زائدة الشيباني بالغريّين فرأى أحدهما و قد شعث و هدم، فأنشأ يقول:
لو كان شيء له أن لا يبيد على # طول الزمان لما باد الغريّان
ففرّق الدهر و الأيّام بينهما # و كلّ إلف إلى بين و هجران [2]
الثاني: طلبا للخفّة، و من ذلك قول عزّ الدين بن أبي الحديد المعتزلي في عينيّته:
يا برق إن جئت الغري فقل له # أتراك تعلم من بأرضك مودع
فيك ابن عمران الكليم و بعده # عيسى يقفّيه و أحمد يتبع
بل فيك جبريل و ميكال و إسـ # رافيل و الملأ المقدّس أجمع
بل فيك نور اللّه جلّ جلاله # لذوي البصائر يستشفّ و يلمع