و من طريف أشعار المغتربين ما ورد عن المرجع الديني الشيخ علي بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء المتوفى سنة 1253 هـ، أنّه قال: ما غلبت في الشعر إلاّ مرّة واحدة، و هي إنّي كتبت إلى الشيخ نصّار بن أحمد العبسي النجفي المتوفى سنة 1240 هـ، و هو بالنجف و أنا بالحلّة، قصيدة أوّلها:
سلوت عن الغري فذكّرتني # نوائح غرّدت فوق الغصون
ذكرت أحبّة فيها كراما # علا و إن هم لم يكرموني
فكتب إليّ مجيبا بقصيدة أوّلها:
لعمرك ما سلوت فذكّرتني # نوائح غرّدت فوق الغصون
بلى أسمعتها لنواك نوحا # فحنّت عند ما سمعت حنيني
و الشيخ محمد جواد بن كاظم بن طاهر السوداني المتوفى سنة 1353 هـ، و هو شاعر شهير، و أديب معروف، له قصيدة بعنوان"أنشودة الفراق"، قوله:
و لقد تذكّرت (الغري) فشاقني # و يشاق من ذكر الحمى و يهيم
و حننت للعهد القديم به كما # حنّت إلى الورد العطاش الهيم
و حمامة بالدوح هيّجها الهوى # فترنّمت و كذا الغنا ترنيم
إلى أن يقول:
إن كان صبحك قد تجلّى سعده # فعليّ صبحي بالفراق مشوم
أو أنّ طرفك لذّ في طعم الكرى # فالطرف من طيب الكرى محروم
فعلى النوى سهم الهوى أصمى الحشا # و على النوى وقع السهام أليم
لو أنّ وجدي في السماء و لوعتي # لم تبد فيه أهلّة و نجوم
إن كنت قد أبديت بعض صبابتي # لك فالصبابة جلّها مكتوم