أتاك كوحي اللّه أزهر أنورا # قضاء فتى باريه للحكم قد برى
(محمد) يا ذا المجد لا تكترث و لا # يروعنّ منك القلب شيخ تذمّرا
فما ذاك إلاّ من مكائده التي # عرفن به مذ كان أصغر أكبرا
و إنّك أولى الناس كهلا و يافعا # بحبّك نجل الطاهرين المطهّرا
إلى أن يقول:
و ما أنت إلاّ النفس منّي و إنّها # تخالف إن أبدت خلافا لما أرى
و إنّك أنت النفس منّي و إنّما # تعاظمها ما كان عندي ليصغرا
أقمنا على النفس الشهادة حينما # أمرنا به في الذكر نصّا مقرّرا
و إن كان ما جئنا كبيرا فإنّنا # رأينا جهاد النفس في اللّه أكبرا
و حين استمع الشيخ جعفر إلى حكم السيّد بحر العلوم، و هو يشتمل على ناحيتين، أولاهما: التعريض به و نعته بالشيخ المتذمّر و صاحب الكيد الذي عرف به صغيرا و كبيرا، و ثانيهما: نعته بأنّه نفسه و خالصته، و حين حكم عليه حكم على نفسه لمقامه منها و كبير منزلته عنده، و إنّه إنّما حكم عليه حكمه استجابة لجهاد النفس، فمن جهاد النفس الحكم عليها حين يقوم برهان على ذلك، لهذا رغب الشيخ جعفر في استئنافه و العدول عنه، متسائلا: كيف ينعته بالكيد ثمّ ينعته بأنّه نفسه:
جرى الحكم من مولاي في حقّ رقّه # و لست لما أمضاه مولاي منكرا
و لكنّه في البين تعرض شبهة # يزيد دقيق الفكر فيها تحيّرا
إذا كنت أدعى منك نفسا و مهجة # فكيف أداني الكيد أكبر أصغرا