بما بيننا من خالص الود لا نسلو # و غير أحاديث الصبابة لا نتلو
مررت على مغناك لا زال آهلا # فهاج غرامي و الغرام بكم يحلو
و عيشك إنّي ما توهّمت آنفا # بعادك عنّي أو رباع الهوى تخلو
و ما (جعفر) [1] في ودّه الدهر صادقا # و ما صادق من لم يكن في الهوى يغلو
و حين بلغ مسامع الشيخ جعفر التعريض بصداقته للسيّد محمد زيني، كتب له أبيات منها:
لساني أعيا في اعتذاري و ما جرى # و إن نال حظّا في الفصاحة أوفرا
و لكنّني شفّعت فيك مودّتي # و محضي للإخلاص سرّا و مجهرا
فلو أنّني أهديت مالي بأسره # و مال الورى طرّا لكنت المقصّرا
فدع عنك شيخا يدّعي صفو ودّه # فما كلّ من يرعى الأخلاّء جعفرا
يريك بأيام (الخميس) مودّة # و في سائر الأيام ينسخ ما يرى
فردّ الشيخ محمد محيي الدين على الشيخ جعفر بقصيدة، مستعديا النحوي، و محكّما السيّد بحر العلوم، منها:
ألا من لخلّ لا يزال مشمّرا # لجلب وداد الخلق سرّا و مجهرا
أحاط بودّ الإنس و الجنّ و انثنى # بأعلا ثنا الأملاك ودّا و أبهرا
و نال من الرحمان أسنى مودّة # فيا لك ودّا ما أجلّ و أكبرا
يجاذبني ودّ الشريف (ابن أحمد) # سلالة زين الدين نادرة الورى
و هيهات أن يحظى بصفو وداده # و إن كان بحرا في العلوم و جعفرا
أمستجلبا ودّ الرجال بنطقه # أظنّك ألهمت الطماعة أصغرا
تروم محالا في طلابك رتبة # بها خصّني الباري و أكرم من برى
فمهلا (أبا موسى) سيحكم لي (الرضا) # و تكسب بالإلحاح إنّك لن ترى
[1] يعرّض بالشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء، و كان صديقا لهما.