معارضة القصيدة العينية لابن سينا
و للعلاّمة الشيخ محمد جواد بن حسن البلاغي المتوفى سنة 1352 هـ، قصيدة معارضا قصيدة ابن سينا العينيّة في النفس، التي مطلعها:
هبطبت إليك من المحل الأرفع # عنقاء ذات تعزّز و تمنّع
قال الشيخ البلاغي رحمه اللّه:
نعمت بأن جاءت بخلق المبدع # ثمّ السعادة أن يقول لها اِرْجِعِي [1]
خلقت لأنفع غاية يا ليتها # تبعت سبيل الرشد نحو الأنفع
اللّه سوّاها و ألهمها فهل # تنحو السبيل إلى المحلّ الأرفع
نعمت بنعماء الوجود و نوديت # هذا هداك و ما تشائي فاصنعي
و دعي الهوى المردي لئلاّ تهبطي # في الخسر ذات توجّع و تفجّع
إن شئت فارتفعي لأرفع ذروة # و حذار من درك الحضيض الأوضع
إنّ السعادة و الغنى أن تقنعي # موفورة لك و الشقا أن تطمعي
فتنعّمي و تزوّدي و تهذّبي # و تلذّذي و تكمّلي و تورّعي
و ببهجة العرفان و العلم ابهجي # و لنزع أطمار الجهالة أنزعي
و خذي هداك فتلك أعلام الهدى # زهرت سواطع في الطريق المهيع
و تروّحي بشذا الطريق و أمّلي # عقبى سراك إلى الجناب الممرع
نجد و كلّ طريقها روض و في الـ # مسرى إليها بلغة المتمنّع
و هناك إدراك المنى و كرامة الـ # مأوى لدى الشرف الأعزّ الأمنع
هي غادة برزت جمالا و اختفت # لطفا و زفّت في الوجود ببرقع
برزت محجّبة فتاه ذووا الهوى # في كنهها وصفا و كلّ يدّعي
قربت و باعدت الظنون و إن تكن # ضمّت مخائلها حواني الأضلع
[1] أراد به قوله تعالى: يََا أَيَّتُهَا اَلنَّفْسُ اَلْمُطْمَئِنَّةُ `اِرْجِعِي إِلىََ رَبِّكِ رََاضِيَةً مَرْضِيَّةً [الفجر: الآية 27-28].