نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 1 صفحه : 630
فلما كان من اليمامه على ثلاث، قال له رياح: أبيت اللعن! ان لي أختا متزوجه في جديس، يقال لها: اليمامه، ليس على وجه الارض ابصر منها، انها لتبصر الراكب من مسيره ثلاث، و انى اخاف ان تنذر القوم بك، فمر أصحابك، فليقطع كل رجل منهم شجره فليجعلها امامه و يسير و هي في يده، فأمرهم حسان بذلك، ففعلوا، ثم سار فنظرت اليمامه، فابصرتهم، فقالت لجديس: لقد سارت حمير فقالوا: و ما الذى ترين؟ قالت: ارى رجلا في شجره، معه كتف يتعرقها، او نعل يخصفها فكذبوها، و كان ذلك كما قالت، و صبحهم حسان فأبادهم و اخرب بلادهم و هدم قصورهم و حصونهم.
و كانت اليمامه تسمى إذ ذاك جوا و القرية، و اتى حسان باليمامة ابنه مره، فامر بها ففقئت عيناها، فإذا فيها عروق سود، فقال لها: ما هذا السواد في عروق عينيك؟ قالت: حجير اسود يقال له الإثمد، كنت اكتحل به.
و كانت فيما ذكروا أول من اكتحل بالإثمد، فامر حسان بان تسمى جو اليمامه.
و قد قالت الشعراء من العرب في حسان و مسيره هذا، فمن ذلك قول الأعشى:
كوني كمثل الذى إذ غاب وافدها* * * اهدت له من بعيد نظره جزعا
ما نظرت ذات اشفار كنظرتها* * * حقا كما صدق الذئبى إذ سجعا
إذ قلبت مقله ليست بمقرفه* * * إذ يرفع الال راس الكلب فارتفعا
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 1 صفحه : 630