responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 1  صفحه : 5

مِنْ رَبِّكُمْ وَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسابَ وَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا».

و ليصلوا بذلك الى العلم بأوقات فروضهم التي فرضها عليهم في ساعات الليل و النهار و الشهور و السنين، من الصلوات و الزكوات و الحج و الصيام و غير ذلك من فروضهم، و حين حل ديونهم و حقوقهم، كما قال عز و جل: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَ الْحَجِ‌»، و قال: «هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً وَ قَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسابَ ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ‌».

انعاما منه بكل ذلك على خلقه، و تفضلا منه به عليهم و تطولا، فشكره على نعمه التي أنعمها عليهم من خلقه خلق عظيم، فزاد كثيرا منهم من آلائه و أياديه، على ما ابتدأهم به من فضله و طوله، كما وعدهم جل جلاله بقوله: «وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ»، و جمع لهم الى الزيادة التي زادهم في عاجل دنياهم، الفوز بالنعيم المقيم، و الخلود في جنات النعيم، في آجل آخرتهم و اخر لكثير منهم الزيادة التي وعدهم فمدهم الى حين مصيرهم اليه و وقت قدومهم عليه، توفيرا منه كرامته عليهم يوم تبلى السرائر و كفر نعمه خلق منهم عظيم، فجحدوا آلاءه و عبدوا سواه، فسلب كثيرا منهم ما ابتدأهم به من الفضل و الاحسان، و أحل‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست