responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 1  صفحه : 474

فرحمها الخباز، و قال: لعلنا نحتاج الى عالم فتركها، فوقع في قلب طالوت التوبة و ندم، و اقبل على البكاء حتى رحمه الناس، و كان كل ليله يخرج الى القبور فيبكى، و ينادى: انشد الله عبدا علم ان لي توبه الا أخبرني بها! فلما اكثر عليهم ليالي ناداه مناد من القبور: ان يا طالوت، أ ما ترضى ان قتلتنا احياء حتى تؤذينا أمواتا! فازداد بكاء و حزنا، فرحمه الخباز فكلمه فقال: مالك؟ فقال: هل تعلم لي في الارض عالما اساله: هل لي من توبه؟

فقال له الخباز: هل تدرى ما مثلك؟ انما مثلك مثل ملك نزل قريه عشاء فصاح الديك، فتطير منه فقال: لا تتركوا في القرية ديكا الا ذبحتموه، فلما اراد ان ينام قال: إذا صاح الديك فايقظونا حتى ندلج، فقالوا له: و هل تركت ديكا يسمع صوته! و لكن هل تركت عالما في الارض! فازداد حزنا و بكاء، فلما راى الخباز منه الجد، قال: ا رايتك ان دللتك على عالم لعلك ان تقتله! قال: لا، فتوثق عليه الخباز، فاخبره ان المرأة العالمه عنده، قال:

انطلق بي إليها أسألها هل لي من توبه؟ و كان انما يعلم ذلك الاسم اهل بيت، إذا فنيت رجالهم علمت النساء، فقال: انها ان راتك غشى عليها، و فزعت منك، فلما بلغ الباب خلفه خلفه، ثم دخل عليها الخباز، فقال لها: ا لست اعظم الناس منه عليك؟ انجيتك من القتل، و آويتك عندي قالت: بلى، قال: فان لي إليك حاجه، هذا طالوت يسألك: هل له من توبه؟ فغشى عليها من الفرق، فقال لها: انه لا يريد قتلك، و لكن يسألك: هل له من توبه؟

قالت: لا، و الله ما اعلم لطالوت توبه، و لكن هل تعلمون مكان قبر نبى؟

قالوا: نعم، هذا قبر يوشع بن نون، فانطلقت و هما معها اليه، فدعت، فخرج يوشع بن نون ينفض راسه من التراب، فلما نظر اليهم ثلاثتهم قال: ما لكم؟

ا قامت القيامه؟ قالت: لا، و لكن طالوت يسألك: هل له من توبه؟ قال يوشع: ما اعلم لطالوت من توبه الا ان يتخلى من ملكه، و يخرج هو و ولده فيقاتلون بين يديه في سبيل الله، حتى إذا قتلوا شد هو فقتل، فعسى ان يكون‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 1  صفحه : 474
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست