نام کتاب : بيان الفقه في شرح العروة الوثقى (الاجتهاد والتقليد) نویسنده : الحسيني الشيرازي، السيد صادق جلد : 1 صفحه : 36
و الافتاء أعمّ و أخصّ من وجه، لأنّ الإنذار معناه التبليغ مع التخويف و ليس هذا في مطلق الافتاء الّذي محل البحث حجّيته.
أو احتمال تقيّد وجوب الحذر بما إذا حصل العلم القطعي بصدق المنذر، أو اختصاص الآية بموارد نقل الأحاديث و الأخبار الشريفة- كما كان ذلك دأب و ديدن الصدر الأوّل و من تأخّره من أصحاب النبي و الأئمّة (عليهم السلام)-.
و ما ورد في تفسيرها مستفيضا: من أنّ المراد بالتفقّه هو معرفة الإمام بعد ارتحال الإمام السابق، فلا ارتباط لها بتعلّم فروع الدين، أو نحو ذلك، فهي لا تنافي الدلالة و قد نوقشت في كتب الأصول عند البحث عن حجّية الخبر الواحد، فلا نعيد.
[آية السؤال]
و منها: قوله تعالى: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ*[1] بتقريب: إنّ غير العالم يلزم رجوعه إلى العالم، و هذا هو معنى التقليد.
[مناقشة الدلالة]
و فيه أيضا مناقشات: أصحّها نفس المناقشة المذكورة في الآية السابقة، و هي: أنّ اللّه سبحانه أراد أن يحمل اليهود على الاعتراف بالإسلام فقال لهم:
إنّكم إن تقولوا لا نعلم كون: محمّد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) نبيّا، فلا يحقّ لكم عدم الإيمان به لمجرّد عدم علمكم بنبوّته بل يجب عليكم عقلا أن تسألوا علماءكم الذين تعتقدون بهم عن علامات نبي آخر الزمان.
و ليس معنى هذا أنّ مجرد سؤال الجاهل من العالم يجعل قول العالم حجّة