responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بيان الأصول نویسنده : الصافي، الشيخ لطف الله    جلد : 1  صفحه : 98

و تارة نراه مبهما و من غير أن يكون تمام تحصّله ما يقع تحت نظرنا من حالاته و كيفياته، بل بحيث يمكن أن تكون له تحصّلات و تشخّصات غير ذلك، مثلا: إذا نظرنا إلى البحر فتارة يكون نظرنا مقصورا على الماء الموجود في المكان الكذائي المحدود بحدود خاصة بحيث يكون تمام تحصّله وجوده في هذا الحد من المكان، فلو نظرنا إلى البحر في مكان آخر نحكم بمباينة الماء الموجود في هذا المكان مع الماء الذي رأيناه سابقا، و تارة ننظر إلى الماء الذي يكون في مكان من البحر و لكن لا من جهة كونه في هذا المكان و محدودا بحد خاص، و من غير أن يكون تمام تحصّله وجوده في ذلك المكان و تخصّصه بهذه الخصوصيات، ففي هذه الصورة يكون الماء الموجود في مكان آخر من البحر عين هذا الماء، بحيث لو قلنا بأنّ هذا هو ما نراه سابقا لكان صحيحا.

إذا عرفت ذلك، فنقول: إذا نظرنا إلى الحيوان و أخذنا تحت النظر تمام الماهية المشتركة بين الإنسان و البقر و الغنم و غيرها، بحيث يكون تمام تحصّله ذلك، و كذلك لو نظرنا إلى الناطق بما أنّه مميّز الإنسان عن سائر الأنواع، فبحسب هذا النظر لا يمكن حمل أحدهما على الآخر، فلا يصح أن يقال: «الناطق حيوان أو الحيوان ناطق»، و لا يمكن حمل الإنسان عليهما، و حملهما عليه. و هذا ما يعبّر عنه بالمادة و الصورة العقلية، و يكون التركيب بينهما انضماميا.

و أمّا لو نظرنا إلى الحيوان لا بنحو يكون تمام الماهية المشتركة بين الإنسان و سائر الأنواع، بل نظرنا إليه و أخذناه مبهما من دون أن‌

نام کتاب : بيان الأصول نویسنده : الصافي، الشيخ لطف الله    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست