لا فرق بين المبدأ و المشتق بحسب المفهوم، فمفهوم المشتق يكون عين مفهوم المبدأ و بالعكس، فلا فرق بين الضارب و الضرب، و العالم و العلم، و الضاحك و الضحك. و لو قيل بأنّ الضارب هو الذات التي صدر عنها الضرب، أو العالم ذات ثبت لها العلم مثلا؛ فإنّما هو لأجل تفهيم المطلب على المتعلمين.
نعم، يظهر من هذه العبارات كون معنى الضرب نوع فعل يصدر من الذات، و العلم نوع شيء يحلّ فيها، و هذا يدلّ على اختلاف أنحاء التلبسات، و لا ربط له بما نحن فيه.
إن قلت: فعلى هذا، لا مانع من حمل المبدأ على الذات أيضا كالمشتق.
قلت: المانع كون المبدأ آبيا عن حمله على الذات بخلاف المشتق فإنّه لا يأبى عن ذلك؛ لأنّ المشتق مفهومه الضرب مثلا، و لكن بحيث