بكونهما عرضا له صرفوا تمام همّهم في مقام الجواب لإثبات تعدد معروضهما و لم يأتوا بما يكفي في مقام الجواب، فتدبر.
تمثيل: كما يمكن أن يكون شيء واحد متعلقا للعلم و الجهل في آن واحد مثلا: علمت بمجيء عادل في الغد مع جهلك بمجيء العالم فيه، فاتفق مجيء زيد العالم العادل، يكون ذلك المجيء معلوما و مجهولا أي منطبقا لكلا العنوانين و مصداقا لهما، و لا يقول أحد بوقوع اجتماع الضدين في هذا المثال، كذلك لا مانع من كون وجود واحد منطبقا و مصداقا لعنوان المأمور به و المنهي عنه من غير أن يتحقق اجتماع الضدين.
إن قلت: إنّ العلم و الجهل قد تعلقا في المثال بالماهية، و هذا بخلاف المقام لأنّ البعث و الزجر يتعلقان بالوجود.
قلت: إنّ العلم و الجهل أيضا متعلقان بالوجود، لأنّ العلم متعلق بوجود مجيء العادل و الجهل بوجود مجيء العالم.
هذا تمام الكلام في إبطال ما توهم أن يكون دليلا على الامتناع.
دليل جواز الاجتماع
و أمّا القول بالجواز، فالقائل به غني عن الاستدلال بعد ما حققناه في المقام؛ لأنّه إذا لم يثبت الامتناع يتجه القول بالجواز، إذ لا يتصور ثالث لهما.
و لا يعتنى بما قد يقال: من أنّ عدم إثبات الامتناع ليس دليلا على