responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بيان الأصول نویسنده : الصافي، الشيخ لطف الله    جلد : 1  صفحه : 128

هذا مضافا إلى أنّا نرى بالوجدان قصور إدراكاتنا و أفهامنا عن إدراك ما سواه من بعض الحقائق كحقيقة الروح و حقيقة بعض صفات الإنسان لو لا الكل- مثل الإرادة- و حقيقة أشياء أخر، و قد قال اللّه تعالى: وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء (17): 85)، فإذا كانت هذه حالتنا و عجزنا في فهم حقائق المخلوقات، فما ظنك بحالنا في فهم حقيقة علم الخالق، و لذا ترى اختلاف الفلاسفة و الحكماء في هذه المباحث، فلم يأت أحد منهم بما تطمئن به النفس و يقنعها، إلّا ما كان متخذا من الشرائع السماوية و القرآن الكريم و الأحاديث الصحيحة المأثورة عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و الأئمة الطاهرين (صلوات اللّه عليهم أجمعين).

فالأولى في مثل هذه المباحث الاقتصار بالإيمان الإجمالي و ما جاء به القرآن الكريم و الأحاديث الصحيحة، و أمّا الزائد عليهما فلا يزيد الباحث إلّا تحيرا و جهلا.

و المتدبّر في الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة يجد البيان الحق و الوافي في موضوع المبدأ تعالى و صفاته بحيث لا يحتاج الإنسان إلى أن يتعب نفسه و يرجع إلى ما فيه من قيل و قال و تضييع العمر و الأوقات.

نعم لا بأس بالاطّلاع على ما يبحثونه في الكتب، لدفع الشبهات، و المجادلة مع أهل الخلاف بالتي هي أحسن.

هذا، و لا يخفى عليك أننا قد أطلنا الكلام في المقام مع أنّه خارج عما يبحث عنه في الاصول لئلا يقع البعض في بعض التوهّمات بسبب العبارات الواقعة في كلام صاحب الكفاية. و اللّه هو العاصم عن الخطأ و الاشتباه. و نختم الكلام ببعض ما في خطبة الأشباح من خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) التي هي- كما وصفها السيد الرضي (رحمه اللّه) قال (عليه السلام) فيها: «من جلائل خطبه (عليه السلام) اعلم أنّ الراسخين فى العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السّدد المضروبة دون الغيوب الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فمدح اللّه اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما، و سمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخا، فاقتصر على ذلك و لا تقدر عظمة اللّه سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين» الخطبة (نهج البلاغة خ 90).

نام کتاب : بيان الأصول نویسنده : الصافي، الشيخ لطف الله    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست