و في رواية أخرى قال علي بن الحسين: أما و اللّه لو رآنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) مغلولين لأحبّ أن يحلّنا من الغلّ.
قال يزيد: صدقت، فحلّوهم من الغلّ.
قال: و لو وقفنا بين يدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) على بعد لأحبّ أن يقرّبنا.
قال: صدقت، فقرّبوهم، فجعلت فاطمة و سكينة تتطاولان ليريا رأس أبيهما، و جعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر عنهما رأس أبيهما، ثم أمر بهم فجهّزوا، و أصلح إليهم، و أخرجوا إلى المدينة [2].
و فاطمة بنت الحسين دخلت مع قواعد قومها على هشام بن عبد الملك- قدمته المدينة- فقال للأبرش الكلبي: كان عندي البارحة قواعد قومي، فما كان فيهنّ أخفر و لا أحيا من فاطمة بنت الحسين، و أمّها أم إسحاق بنت طلحة، و كانت قبله عند الحسن بن علي، فولدت له طلحة.
فلمّا حضرت حسنا الوفاة قال لأخيه حسين: يا أخي، لا تخرجن أم إسحاق من دوركم، فخلف على أم إسحاق الحسين بن علي بن أبي طالب.
مواقف عطرة من سيرة فاطمة بنت الحسين
و عاشت فاطمة بنت الحسين حتّى زوّجت ابنتها رقية من هشام بن عبد الملك،
[1]. تاريخ الطبري 5: 464، و انظر: الكامل في التاريخ 3: 299، و إعلام الورى 1: 474.
[2]. أعلام النساء لابن عساكر: 276 برقم 202 ترجمة فاطمة بنت الحسين (عليه السّلام). و انظر: تاريخ أبي مخنف 1: 500، و الإرشاد 2: 122، و في سمط النجوم العوالي 3: 183 تعليق بعد أن يذكر الخبر.