131- أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال:
حدثنا زكريا، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة كأن مشيتها مشية رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال: «مرحبا بابنتي» ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسرّ إليها حديثا، فبكت، فقلت لها: استخصك رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بحديثه و تبكين؟ ثم إنه أسرّ إليها حديثا، فضحكت، فقلت لها: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن و سألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم). حتى إذا قبض سألتها، فقالت: إنه أسرّ إلي فقال: «إن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة، و إنه عارضني به العام مرتين، و لا أراني إلا قد حضر أجلي، و إنك أول أهل بيتي لحاقا بي، و نعم السلف أنا لك». قالت: فبكيت لذلك، ثم قال: «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين؟» قالت: فضحكت [2].
132- أخبرنا محمد بن معمر البحراني قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا أبو عوانة، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق قال: أخبرتني عائشة قالت: كنا عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) جميعا ما تغادر منا امرأة واحدة، فجاءت فاطمة تمشي، و لا و اللّه إن تخطي مشيتها من مشية رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حتى انتهت إليه، فقال: «مرحبا بابنتي» فأقعدها عن يمينه، أو عن يساره، ثم سارّها بشيء فبكت بكاء شديدا، ثم سارّها بشيء فضحكت، فلما قام رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قلت لها: خصك رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من بيننا بالسرار و أنت تبكين؟!! أخبرني ما قال لك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) سره. فلما توفي قلت لها: أسألك بالذي لي عليك من الحق ما الذي سارّك