نام کتاب : أسنى المطالب (مناقب الاسد الغالب ممزق الكتائب و مظهر العجائب) نویسنده : ابن الجزري جلد : 1 صفحه : 112
أيضا، فلئن كان معاوية ذا فضل فعلي صاحب أفضال، و هو ابن عم النبي (صلى اللّه عليه و سلم) و زوج ابنته سيدة نساء العالمين، و والد السبطين الشريفين: الحسن و الحسين (رضي اللّه عنهما) و أول من أسلم من الصبيان و خير الفتيان، و حبه نجاة و بغضه نفاق.
و ألف في ذلك كتابا هو الذي نقدمه بعد قليل.
و لكن ذلك لم يعجب أهل دمشق فضربوه و أخرجوه من المسجد، و داسوا عليه بالأقدام، و كان ذلك سبب موته، و لم يراعوا حرمة العلم أو الإسلام أو الضيافة.
وفاته:
و قد اختلف في موطن وفاته فقد قال الدار قطني: إنه لما امتحن و أدرك الشهادة قال: احملوني إلى مكة فحمل إليها و توفي بها و دفن بين الصفا و المروة.
و ذكر ذلك غير واحد من الرواة.
و لكن الإمام الذهبي فيما يحكيه عنه فضيلة الدكتور محمد محمد أبو شهبة في كتابه «في رحاب السنة» قال: الصواب أنه توفي بالرملة، و هي إحدى مدن فلسطين، و هذا هو الذي جزم به ابن يونس في تاريخه، و قال به أبو جعفر الطحاوي و أبو بكر بن نقطة- و مع أنه قد توفي بالرملة إلا أنه دفن ببيت المقدس كما ذكر ابن كثير في كتابه البداية و النهاية.
و كانت وفاته في صفر سنة 303 ه عن ثمان و ثمانين سنة، و في نفس السنة توفي حافظ خراسان أبو العباس الحسن بن سفيان الشيباني النسوي صاحب المسند بنسا- بدون همزة- عن نيف و تسعين سنة رحمهما اللّه تعالى.
أخلاقه و صفاته:
و كان النسائي (رحمه اللّه) عابدا مجتهدا في العبادة، قال عنه الذهبي في كتابه «دول الإسلام»: كان يقوم الليل و يصوم يوما و يفطر يوما و هو خير الصوم الذي يشير إليه الحديث الشريف في ذلك.
و قال الدكتور أبو شهبة عنه: كان حسن الوجه مشرق اللون يضرب وجهه إلى الحمرة، و كان يؤثر لباس البرود اليمنية، و كان مجتهدا في العبادة بالليل و النهار، مواظبا على الحج و الجهاد، و قد خرج مع أمير مصر غازيا، فوصفوا من شجاعته و شهامته و إقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين، و احترازه من مجالس الأمير الذي
نام کتاب : أسنى المطالب (مناقب الاسد الغالب ممزق الكتائب و مظهر العجائب) نویسنده : ابن الجزري جلد : 1 صفحه : 112