responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أساس البلاغة نویسنده : الزمخشري    جلد : 1  صفحه : 7

مقدمة المؤلف‌

بِسْمِ اَللََّهِ اَلرَّحْمََنِ اَلرَّحِيمِ* قال الإمام البارع العلاّمة أستاذ الدنيا، شيخ العرب و العجم، جار اللّه فخر خوارزم، أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، رضي اللّه تعالى عنه:

خيرُ منطوق به أمامَ كلّ كلام، و أفضلُ مُصدَّر به كلّ كتاب، حمدُ اللّه تعالى و مدحُه بما تمدّح به في كتابه الكريم، و قرآنه المجيد: من صفاته المُجْرَاة على اسمه لا على جهة الإيضاح و التفصِلة، و لا على سبيل الإبانة و التفرقة؛ إذ ليس بالمشارَك في اسمه المبارك: (رَبُّ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ مََا بَيْنَهُمََا فَاعْبُدْهُ وَ اِصْطَبِرْ لِعِبََادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) . و إنّما هي تماجيدُ لذاته المُكَوِّنة لجميع الذّوات، لا استعانَةَ ثَمّ بالأسباب و لا استظهارَ بالأدوات.

و أَولى ما قُفّيَ به حمدُ اللّه تعالى الصلاةُ على النبيّ العربيّ المُسْتَلّ من سُلالة عدنان، المفضَّلِ باللسان، الذي استخزنه اللّه الفصاحةَ و البيان؛ و على عِتْرَتِهِ و صحابتِه مَدارِهِ العرب و فُحُولِها، و غُرَرِ بني مَعَدّ و حُجُولِها.

هذا، و لما أنزل اللّه تعالى كتابه مختصّاً من بين الكتب السماويّة بصفة البلاغة التي تَقَطّعَت عليها أعناقُ العِتَاقِ السُّبَّقِ، و ونَتْ عنها خُطَا الجِيادِ القُرَّح، كان الموفَّقُ من العلماء الأعلام، أنصارِ ملّة الإسلام؛ الذّابّينَ عن بَيْضَةِ الحنِيفيّة البيضاء، المُبَرْهِنين على ما كان من العَرَب العَرْباء، حين تُحُدّوا به من الإعراض عن المُعَارَضَةِ بأسَلاَتِ ألسنتهم، و الفزع إلى المُقَارعَة بأسِنّة أسَلِهم؛ مَن كانت مَطامحُ نظَرِه، و مَطارِحُ فِكْرِه؛ الجهاتِ التي تُوَصّلُ إلى تبيُّن مراسِم البلغاء، و العُثُورِ على مَناظم الفصحاء؛ و المُخايرَةِ بين مُتَداوَلات ألفاظهم، و مُتَعَاوَرَاتِ أقوالهم، و المُغَايَرَةِ بين ما انْتَقَوْا منها و انْتَخَلُوا، و ما انْتَفَوْا عنه فلم يتقبّلوا، و ما استركّوا و استَنْزَلوا، و ما استفصَحُوا و استَجْزَلُوا؛ و النظر فيما كان الناظر فيه على وجوه الإعجاز أوْقَف، و بأسراره و لطائفه أعْرَف؛ حتى يكون صدر يقينه أثْلَج، و سهم احتجاجه أفْلَج؛ و حتى يُقال: هو من علم البيان حَظِيّ، و فهمه فيه جاحِظيّ. و إلى هذا الصّوْبِ ذهب عبدُ اللّه الفقيرُ إليه محمودُ بنُ عمرَ الزمخشري، عفا اللّه تعالى عنه، في تصنيف «كتاب أساس البلاغة». و هو كتابٌ لم تزل نَعَامُ القلوب إليه زَفّافَة، و رياحُ الآمال حوله هَفّافَة؛ و عيونُ الأفاضل نحوه رَوامِق، و ألسنتُهم بتمنّيه نواطِق؛ فُلِيَتْ له العربيّة و ما فَصُح من لغاتها، و مَلُح من بلاغاتها؛ و ما سُمع من الأعراب في بواديها، و من خطباء الحِلَلِ في نَواديها؛ و من قَرَاضِبَةِ نَجْدٍ في أكْلائِها و مَراتِعِها، و من سَمَاسِرَةِ تِهامةَ في أسواقها و مجامعها؛ و ما تَرَاجَزَتْ به السّقاةُ على أفْوَاه قُلُبِها، و تساجعت به الرّعاةُ على شِفَاه عُلَبِها؛ و ما تَقَارَضَتْهُ شُعَرَاء قَيْسٍ و تَميمٍ في ساعاتِ المُمَاتَنَةِ، و ما تزاملَتْ به سُفَراء ثَقيفٍ و هُذَيْلٍ في أيّام المُفاتَنَة؛ و ما طُولِعَ في بطون الكتب و مُتُون الدفاتر من روائع ألفاظ مُفْتَنّة، و جوامع كَلِمٍ في أحْشائِها مُجْتَنّة.

نام کتاب : أساس البلاغة نویسنده : الزمخشري    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست