نقل و نقص قلب استحالة * * * طهّر بالإسلام و الإزالة
(نقل و نقص قلب استحالة * * * طهّر بالإسلام و الإزالة)
فهذه عشرة مشروعة في موضعه، و ها نحن نذكر إسرارها بعون اللّه تعالى:
أسرار في المطهّرات
قد ذكرنا في مطهّرية الماء ثلاثة أوجه:
أحدها: أنّه مرآت و مظهر للصور الحسيّة العكسيّة، كما أنّ المطهّر- الّذي هو الحياة، و هي حقيقة الماء، و الماء رقيقتها- مظهر الصور العلميّة بعضها لبعضها [1]- كحياة الحيوانات العجم- و بعضها لكلّها- كحياة الإنسان- و أمّا مجلويّة المائعات و الصيقليّات فباعتبار المائيّة الّتي فيها.
و ثانيها: إنّه سريع التنقية كالحي السالك إلى اللّه، الممتثل لأمر نبيّه:
و ثالثها: أنّه من الآيات الكبيرة للتوحيد، كما أشير إليه في الكتاب الإلهي بقوله تعالى أَنْزَلَ مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً فَسٰالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهٰا- الآية- [13/ 17] و في كلام العرفاء الشامخين تمثيل التوحيد بالبحر و الموج و الحباب معروف، وَ لِلّٰهِ الْمَثَلُ الْأَعْلىٰ [16/ 61] كما قلنا:
[2] حديث نبوي، أخرج مسلم (4/ 2062، كتاب الذكر و الدعاء، باب (1) الحث على ذكر اللّه تعالى، ح 4) عن أبي هريرة، قال: «كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يسير في طريق مكة، فمرّ على جبل يقال له: جمدان، فقال: سيروا، هذا جمدان، سبق المفرّدون. قالوا: و ما المفرّدون يا رسول اللّه؟ قال: الذاكرون اللّه كثيرا و الذاكرات».
و في الترمذي (5/ 577، كتاب الدعوات، باب (129) في العفو و العافية، ح 3596): «قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): سبق المفردون. قالوا: و ما المفردون يا رسول اللّه؟ قال: المستهترون في ذكر اللّه، يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا».