responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أرجوزة في الفقه نویسنده : السبزواري، الملا هادي    جلد : 1  صفحه : 53

ماء حياة في الظلام أثرا * * * هو الوجود المطلق الّذي سرى

الطاهر الطهر بدا مطهّرا * * * لوث انعدام ممكنا فطهرا

و العلم أيضا ما حياة سارية * * * و من سما العناية في الأودية

سرّ [تشبيه الماء المطلق بالوجود الساري في الماهيّات]

(ماء حياة في الظلام أثرا) أي ماء الحياة الّذي نقل أنّه في الظلمات [1]، (هو الوجود المطلق الّذي سرى) في كلّ شيء و حيّي به كلّ ماهيّة- هي الظلمات، كما قال اللّه تعالى وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلّٰا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [17/ 44]- (الطاهر) الحقيقي، و الماء المطلق صورة طهارته المعنويّة، بل (الطهر) لبساطته (بدا مطهّرا، لوث انعدام ممكنا) أي عن الماهيّة الإمكانيّة (فطهرا) أي ذلك الممكن بالوجود الّذي هو الطارد للعدم عن الماهيّة، المخرج إيّاها عن استواء نسبتها إلى الوجود و العدم- و هو حيثيّة الخيريّة في كلّ شيء، و حقيقة النوريّة في كلّ فيء.

سرّ آخر:

في أنّ الماء المطلق صورة المعنى الّذي هو العلم باللّه و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر في التطهير، كما قلنا (و العلم أيضا ما)- مقصور للضرورة- (حياة سارية) في قلوب أهل العلم- كما قال عليّ (عليه السلام) [2]: «الناس موتى و أهل


[1] قصة ذي القرنين و خضر و دخولهما في الظلمات و شرب الخضر من ماء الحياة ورد في بعض الأحاديث المرفوعة، و الذي يظهر أنها من الأساطير التي نسبها القاص إلى أصحاب الحديث.

راجع البحار: 12/ 201، ح 29. و لعله من الأقوال الرمزية التي لها تأويل و لا يراد ظاهرها.

[2] من الأشعار المنسوبة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) (الديوان المنسوب بشرح الميبدي: 223):

لا فضل إلا لأهل العلم إنهم * * * على الهدى لمن استهدى أدلاء

و قيمة المرء ما قد كان يحسنه * * * و الجاهلون لأهل العلم أعداء

نقم بعلم و لا نبغي له بدلا * * * فالناس موتى و أهل العلم أحياء

نام کتاب : أرجوزة في الفقه نویسنده : السبزواري، الملا هادي    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست