(الحمد للّه الذي نوّهنا)- أي رفعنا رفعا معنويّا- (بنور نبراس الهدى فقّهنا) النبراس- بكسر النون-: المصباح. و الفقه في اللغة: الفهم. و في الصدر الأوّل كان يطلق على التفكّر في أصول العقائد، و التعمّق في المعارف الإلهية، و عند المتأخّرين من المتشرّعة يقال «الفقه» و يراد به الفقه الأصغر، و يعرّف ب«العلم بالأحكام الشرعيّة الفرعيّة عن أدلّتها التفصيليّة»، و قد يطلق و يراد به الفقه الأكبر، و هو الكلام، و هو أحد العلوم الدينيّة، بل رأسها و رئيسها، و يعرّف على وزان تعريف الفقه الأصغر ب«العلم بالعقائد الدينيّة المكتسبة عن أدلّتها اليقينيّة».
إذا عرفت هذا، فالفقه هنا محمول على القدر المشترك بين هذه المعاني الثلاثة.
و إنّما لم نقل: «و بنور.»- بتخلّل واو العطف- لأنّ هذه الجملة بدل من قولنا: «نوّهنا» فبينهما كمال الاتّصال، كقوله تعالى أَمَدَّكُمْ بِمٰا تَعْلَمُونَ.
أَمَدَّكُمْ بِأَنْعٰامٍ وَ بَنِينَ [26/ 132- 133] فهنا موضع الفصل، و موضع الوصل إنّما هو التوسّط بين كمال الاتّصال و كمال الانقطاع- كما قرّر في موضعه.
و لمّا كان المراد من الفقه هنا القدر المشترك، فقولنا: