و هم عن السماع معزولونا * * * شرّ الدوابّ الصمّ محجوبونا
و يستحبّ رفع صوت التلبية * * * للرجل راحلة معالية
بالبيد إن حجّ بدرب يثربا * * * و حيث أحرم المشاة ندبا
و محرم من مكّة يرفع إذ * * * أشرف بالأبطح و التجديد خذ
عند ركوب و نزول و علوّ * * * و في هبوط و للاق إذ رنو
و عند الاستيقاظ و الأسحار * * * في غير ذكران بلا جهار
و هم أصحاب الشمال، الّذين أولياؤهم الطاغوت، (و هم عن السماع معزولونا شرّ الدوابّ الصمّ)- كما في الآية الشريفة [1]- و هم (محجوبونا).
نبراس:
(و يستحبّ رفع صوت التلبية)- الإضافة بيانيّة- (للرجل) لا للمرأة حال كونه (راحلة معالية) إيّاه، (بالبيد)- الباء للظرفية- (إن حجّ بدرب يثربا) الألف للإطلاق، أي بطريق المدينة، هذا للراكب، و أمّا غيره فمن موضع الإحرام كما قلنا (و حيث أحرم المشاة ندبا) أي رفع الصوت بالتلبية.
(و محرم من مكّة يرفع) صوته بالتلبية (إذ أشرف[2]) ذلك المحرم (بالأبطح و التجديد) أي تكرير التلبية (خذ عند) كلّ (ركوب و نزول) من المركب (و علوّ) على هضبته [3]، (و في هبوط) عنها (و للاق إذ رنو) أي نظر، أي عند ملاقاة أحد يكرّر، (و عند الاستيقاظ) من النوم (و) عند (الأسحار).
و التلبية (في غير ذكران)- أي الإناث و الخناثي- (بلا جهار).
ثم (إلى زوال عرفة)- بسكون الراء للضرورة- (يكرّر) و بعده يقطع