في ذا النداء و الخطاب قد أثر * * * أنّ المخاطب له قد انتشر
ففئة قد سمعت و فهمت * * * ثمّ أجابت، و هم حزب علت
و فئة سمع و لم تفهم، و هم * * * يأتون بالحجّ و روحا لم تشم
و فئة قد فهموا بلا ندا * * * و هم أولوا الأيد سقوا تأيّدا
و فئة لم يسمعوا لم يفهموا * * * و لم يجيبوا، و هم الاولي عموا
النفوس و القوى و الطبائع، و الثاني كتحريك [1] العقول الكليّة، و تحريك الحقّ أتمّ مراتب الثاني، لأنّه الغنيّ المغني التامّ، بل فوق التمام، (و كان في العوالم) كعالم الألفاظ و عالم الحقائق (تطابق) في الاشتمال على الجواب و السؤال.
(في ذا النداء و الخطاب) أي «هلمّوا إلى الحجّ» (قد أثر)- أي نقل- (أنّ المخاطب له قد انتشر) له أصناف (ففئة قد سمعت و فهمت ثمّ أجابت، و هم حزب علت)، فإنّهم أرباب الحقائق و الحكم و اللطائف.
(و فئة سمع و لم تفهم، و هم يأتون بالحجّ و روحا لم تشم)، لأنّهم أهل الصورة، و ليسوا من أهل المعنى، و هم أهل العقائد المختلفة المتنازعون على أديانهم، كأنّهم يعبدونها فيمضون إلى الحجّ [2] صورة و لا يعلمون ما وراء ذلك.
(و فئة قد فهموا بلا ندا، و هم أولوا الأيد سقوا) من شراب المعرفة الذوقيّة (تأيّدا)، و هم أرباب التأييد من الباطن، و منهم المجذوبون من أوّل الأمر، و لعلّهم المرادون بقوله تعالى وَ لٰا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مٰا عَلَيْكَ مِنْ حِسٰابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَ مٰا مِنْ حِسٰابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ [6/ 52].
(و فئة لم يسمعوا لم يفهموا، و لم يجيبوا، و هم الاولي)- جمع الّذي- (عموا)،