(حجّك) حال كونك [2](حافيا و مشيا)- منتعلا- أفضل من الحجّ راكبا، كما أنّ الحجّ حافيا (أفضل) منه منتعلا، (إن أضعف) الحفا أو المشي (التعبيد غير) أي الركوب (أمثل) إذ الحضور أرغب.
سرّ:
(تبتّل) أي انقطاع من الخلق (للحقّ) أي إليه (ذي الجلال قسّيسا) و راهبا من اليهود و النصارى (آوى) أي مكّن و أقام (قلل الجبال) أي إليها. و قد استحقّوا مدح اللّه تعالى بقوله ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَ رُهْبٰاناً [5/ 82] لكن في الأمم السابقة كما قلنا (في هذه الأمّة رهبانيّة ذمّت سوى الحجّة) فإنّها رهبانيّة (ربّانيّة) كما قيل: «إنّ الحجّ رهبانيّة هذه الأمّة» [3] فإنّه لمّا اندرس
[1] كتب المؤلف- قده- عمدة ما أورده هنا في أسرار الحج ضمن كتابه «شرح دعاء الجوشن الكبير أيضا: 308- 315.
[3] المعروف ما جاء في الحديث: «رهبانية أمتي الجهاد». و جاء في مجمع البيان (9/ 243، سورة الحديد الآية 28): عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) إنه قال لابن مسعود: «أ تدري ما رهبانية أمتي؟ قلت: اللّه و رسوله أعلم. قال: الهجرة و الجهاد و الصلاة و الصوم و الحجّ و العمرة».