في الحوادث و الوقائع بفتوى فقهائهم بأمر الحجة (عليه السلام) لهم بذلك على يد السفير الرابع فرجعوا لهم و احتاج الفقهاء إلى إعمال اجتهادهم في معرفة أحكام المسائل التي تعرض عليهم بردها لأصولها الموجودة في الكتاب و السنة و ما تقتضيه القواعد الشرعية و الموازين العقلية و تشخيص ما قام إجماع الشيعة عليه إلى غير ذلك ما يقتضيه الاجتهاد و يتطلبه الاستنباط.
فأول من انبرى لهذا العمل هو الحسن بن علي العماني شيخ فقهاء الشيعة و الذي استجازه صاحب كامل الزيارة سنة 329 ه و قد صنف كتاب المتمسك بحبل آل الرسول و عاصر الكليني و علي بن بابويه.
الزعامة الدينية للشيعة
و الظاهر أن الزعامة الدينية للشيعة كانت له بعد الغيبة الصغرى فإنها قبل ذلك لم تكن إلا لإمام العصر أو السفراء بينه و بين الخلق ثمّ من بعده انتقلت الزعامة الدينية لمحمد بن احمد بن جنيد الاسكافي المتوفي سنة 381 ه صاحب كتاب تهذيب الشيعة و كتاب الأحمدي ثمّ من بعدهما للشيخ محمد المفيد المتوفي سنة 413 ه و كان كتابه المقنعة مداراً للدراسة بين الفقهاء و هو الذي علق عليه الشيخ الطوسي و سمى تعليقه عليه بالتهذيب.