[1] العلوم النظريّة يراد منها العلوم الاكتسابيّة [1]، مقابل العلوم البديهيّة الغير المحتاجة إلى النظر و الاستدلال، و اللّازم علينا هنا التقسيم العلوم إلى أقسام، فنقول: العلم على قسمين: آليّ، و غير آليّ.
أمّا الأوّل: فإن لوحظ فيه صيانة اللسان عن الخطأ في المقال، فهو علم الصرف و النحو بمعناهما الأعمّ [2]، و إن لوحظ فيه صيانة الفكر عن الخطأ و الاشتباه، فهو علم المنطق؛ و لذا يقال: «المنطق آلة قانونيّة تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر» [3].
و أمّا الثاني: فهو ما كان مطلوبا بنفسه استقلالا من غير لحاظ كونه وسيلة و آلة لعلم آخر، و هذا هو علم الحكمة المنقسمة إلى الحكمة العمليّة و النظريّة.
الحكمة العمليّة و النظريّة و بيان أقسامهما
اعلم أنّ الحكمة إن تصدّت إدارة امور الناس معاشا و معادا، فيعبّر عنها اصطلاحا بالحكمة العمليّة، و إلّا فيعبّر عنها بالحكمة النظريّة التي عرّفت بأنّها علم بأحوال أعيان الموجودات على ما هي عليه بقدر الطاقة البشريّة.
[1] أي العلوم التي يحتاج اكتسابها إلى النظر و الاستدلال.
[2] أي هما علمان بقوانين ألفاظ العرب و فائدتهما حفظ اللسان عن الخطأ في المقال (راجع جامع المقدّمات 2: 436، كتاب الصمديّة).