الدينيّة في السماع عن الصادقين (عليهم السّلام) [1]-:
الدليل التاسع [2] مبنيّ على مقدّمة دقيقة شريفة تفطّنت لها بتوفيق اللّه تعالى، و هي:
[1] قراءته بصيغة التثنية و إن كانت صحيحة كناية عن الباقر و الصادق (عليهما السّلام)، باعتبار صدور أكثر الأحكام منهما (عليهما السّلام)، لكنّ الأصحّ قراءته بصيغة الجمع، بشهادة لفظة «(عليهم السّلام)» التي ذكرت في كلام المحدّث الأسترآباديّ [1].
لا يخفى أنّ السماع أعمّ من السماع بلا واسطة و معها، و هو بظاهره و إن اختصّ بالألفاظ و الأقوال لكنّه هنا أعمّ من القول و الفعل و التقرير من المعصوم (عليه السّلام) و قد عرفت سابقا أنّ الأخباريّين حيث لم يعتبروا الاستدلال بظواهر الكتاب فالتزموا بانحصار الدليل لإثبات الأحكام الغير الضروريّة بالسماع عنهم (عليهم السّلام).
ما قاله المحدّث الأسترآباديّ في المقام
[2] ملخّص الدليل الذي ذكره المحدّث الأسترآباديّ (رحمه اللّه): أنّ الحكم الشرعيّ المكشوف بالعقل ليس بحجّة، و إنّما الحجّة منه ما كان مكشوفا بالأخبار، سواء كانت قطعيّة كالخبر المتواتر أو ظنّيّة كخبر الواحد بأقسامه و إلّا لم نعصم من الخطأ، و لذا قال في آخر كلامه: «إذا عرفت ما مهّدناه من الدقيقة الشريفة، فنقول:
و إن تمسّكنا بكلامهم فقد عصمنا عن الخطأ، و إن تمسّكنا بغيره لم نعصم عنه ...» [2].