الغرض بيانه، و إنما المقصود بيان أنهم ذكروا أن المعمور من الأرض هو الربع الشمالي فقط من خط الاستواء إلى ما يقرب من القطب الشمالي، و قسموه إلى الأقاليم السبعة، مبتدئين من جزائر الخالدات من المغرب.
أما علماء الغرب فقسموا هذا الربع المعمور إلى القارات الثلاث قبلا و هي آسيا و إفريقيا و أوربا ثم أضافوا إليها (استراليا) بعد اكتشاف (أمريكا) ، فصارت القارات اليوم خمسة [1] و هي عبارة عن مجموع ما على هذه الكرة التي نحن عليها من البلدان و العمارات، ثم أن القرآن ينص على أن الأرضين سبعة حيث يقول جل شأنه اَللََّهُ اَلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمََاوََاتٍ وَ مِنَ اَلْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ اَلْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ[2] . و قد اختلف الفقهاء و المفسرون في تعيين الأراضي المشار إليها بالآية الكريمة بين ذاهب إلى أنها الأقاليم السبعة، و آخر أنها طبقات الأرض. و هي بعضها متصل ببعض لا فرجة بينهما، و قيل سبع بين كل واحدة إلى الأخرى مسيرة خمسمائة عام، و في كل أرض منها خلق، حتى قيل في كل واحدة منها آدم و حواء و نوح و إبراهيم. و قد يوجد بعض هذا في بعض الأخبار و لكن الأرجح منه إرادة الطبقات الأرضية فقد ذكر علماء طبقات الأرض (الجيولوجيا) أنها تتكون من
[1] هذا في زمن المؤلّف، و المعروف اليوم أن القارات سبع.