و هذا الحديث أخرجه أبو داود قال: و حدثت عن هارون بن المغيرة قال: أخبرني عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن أبي إسحاق قال: قال علي رضي الله عنه و نظر إلى ابنه الحسن فقال: فذكره.
و أخرجه أيضا نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا غير واحد عن ابن عياش، عمّن حدثه، عن محمد بن جعفر، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: فذكره.
و يلاحظ على السند الأول أن هارون بن المغيرة، و إن وثّقه علماء الجرح و التعديل، لكنّ أبا داود قال: حدثت عن هارون، فالظاهر أن بينهما واسطة. فالحديث على هذا الأساس منقطع لا يحتج به.
أما السند الثاني فقد أخرجه نعيم بن حماد، و لكنه لم يذكر شيوخه و إنما قال: حدثنا غير واحد عن ابن عياش، كما أن شيخ ابن عياش غير معروف، فهذا السند فيه أكثر من واحد مبهم و مجهول فلا يعتمد عليه.
و هناك اتفاق بين علماء الجرح و التعديل على ضعف رجال هذا الحديث، و قال بعضهم إن في سنده انقطاع، و منهم ابن القيم الجوزية في كتابه «المنار المنيف» ، و لا ندري كيف استدلّ به هنا على كون المهدي المنتظر من أبناء الإمام الحسن؟ [2] .
و حسب الاستقصاء أنه ليس لأصحاب هذا الرأي من حديث أخر يحتجّون به، فهو خبر واحد لا يعوّل عليه.
و ليس ببعيد أن يكون هذا الحديث صحيحا، و إنما حصلت الجهالة في بعض رجاله، بسبب تلاعب الثوار الحسنيين به، الذين ادعوا المهدية للثّائر الحسني فحرّفوه لصالحهم و أخفوا أنفسهم، بدليل أن العلاّمة الجزري
[1] السنن لأبي داود 4/108/3290، الفتن لابن حماد 266/1061، كنز العمال 13/ 647/. 37636