responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد    جلد : 1  صفحه : 197

أن ننسى أن فكرة البداء قد اختفت بموت الأئمة، لأنه كان مرتبطا ارتباطا لا انفصام له بشخصية الأئمة، الذين جعلهم الله لإظهار كلمته.

البداء إذن غير موجود من الناحية العملية و لا يوجد إلا في الكتب الكلامية بوصفه حقيقة تاريخية و نظرية تتصل بمرحلة قديمة.

و كما ارتبطت فكرتا التقية و البداء بالأئمة ارتباطا وثيقا، ارتبطت بهم كذلك فكرتا الرجعة و الغيبة، و يغلب على الظن أنهما أقدم منهما. و قد ذكرنا أن عمر خطب بعد موت النبي في المسجد و قال إن محمدا لم يمت ميتة أبدية، و إنما ستكون له رجعة


89

. و قد ذكرنا كذلك أن عبد الله بن سبأ قال إن عليا لم يمت، و إنما قتل في مكانه شبيه له‌


90

. و شاع بين أتباع محمد بن الحنفية أن سيدهم لم يمت، و إنما هو مقيم بجبل رضوى و عنده عسل و ماء، و سيظهر في يوم آخر


91

، و هكذا تتكاثر الأمثلة. إذن فعودة شخص معين كانت تفهم في الأصل من اسم «الرجعة» ، و مع مضي الزمن، تطور مفهوم كلمة «الرجعة» و ابتعد عن معناها الأصلي.

و عليه فإن الرجعة لا تعني عند معظم الشيعة رجعة شخص واحد بعد موته، و إنما تعني رجعة الأئمة الاثنى عشر و النبي و معهم أعداؤهم ليثأروا منهم. و يمثل هذا الرأي قسم من الشيعة، و منهم العلامة الشريف المرتضى، الذي عاش في عصر البويهيين، أي في الوقت، الذي تطورت فيه سلطة المذهب الشيعي و ظهرت أمام الناس جميعا، فلم يعد الشيعة يتسترون في إظهار تقاليدهم و احتفالاتهم الدينية أمام أي إنسان، و كان العلماء يظهرون كراهيتهم للخليفة دون خوف من مطاردته لهم، و كانوا يتوقعون أن محاسبتهم لأعداء المذهب الشيعي لم تعد بعيدة.


92

.


[89] ينظر مقدمة الكتاب.

[90] نفسه.

[91] نفسه.

[92] بحار، ج 13، ص 235.

نام کتاب : المهدي المنتظر عند الشيعة الإثنى عشرية نویسنده : دودو ابو العيد    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست