قال: «لو قام المهدي لأنكره الناس؛ لأنّه يرجع إليهم شابّا مؤنقا، و إنّ من أعظم البليّة أن يخرج إليهم صاحبهم شابّا و هم يظنّون شيخا كبيرا» [1] الحديث.

و فيه، في الفصل الأوّل من الباب الرابع، عن الحافظ أبي عبد الله الحاكم في «مستدركه» عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: «يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهّم ابن خليفة» إلى أن قال: ثمّ ذكر شابّا، فقال: «إذا رأيتموه فبايعوه فإنّه خليفة الله المهديّ» قال: قال الحاكم: و هذا حديث صحيح على شرط البخاري و مسلم. [2]

و فيه، في الباب السابع، عن الحافظ أبي عبد الله نعيم بن حمّاد في كتاب «الفتن» ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن طاوس قال: ودّع عمر ابن الخطّاب أهل البيت ثمّ قال: ما أراني أدع خزائن البيت و ما فيه من السلاح و المال في سبيل الله. فقال عليّ:

«امض يا أمير المؤمنين فلست بصاحبه، إنّما صاحبه شابّ من قريش يقسّمه في سبيل الله تعالى في آخر الزمان» [3] .

أقول: لا ريب أنّ ظاهر هذه الأخبار ظهورا لا ينكر، و عليه شواهد و قرائن، في بعضها أنّ المهديّ عليه السّلام يوم ظهوره يحسبه الناظر إليه أنّه ابن أربعين سنة، أو أنّ سنه بين الثلاثين و الأربعين، و ليس المراد أنّ سنه الحقيقي ذلك.

محلّ ظهوره‌

«عقد الدرر» في الفصل الثاني من الباب الرّابع، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر، في حديث طويل ذكر فيه بعض علامات ظهور المهديّ و الخسف بجيش السفياني، إلى أن قال: «و يبعث السفياني بعثا إلى المدينة، و يفرّ المهدي منها إلى مكّة، فيبلغ أمير جيش السفياني أنّ المهديّ قد خرج إلى مكّة، فيبعث

[1] . عقد الدرر، ص 42.

[2] . عقد الدرر، ص 57.

[3] . عقد الدرر، ص 154.