responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المهدي (عج) نویسنده : الصدر، السيد صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 170

إذا كان الاعتزال و ترك الدعوة تأديبا للأمّة و تنبيها لهم تكون مصلحتهم فيه و إن كانوا لا يعلمون و خيرهم في ذلك و إن كانوا لا يشعرون.

هذا الاعتزال و ترك الدعوة لا حدّ له، و لا أمد معيّن، و لا يمكن أن يقال في تحديده شي‌ء، بل حدّه و أمده رجوع القوم عن غيّهم إلى رشدهم، و يقظتهم بعد رقدتهم، و تنبّههم بعد غفلتهم و التفاتهم إلى ما يترتّب على وجود الرسول أو الإمام بين أظهرهم.

و التأريخ يخبرنا عمّا لاقى أهل بيت الوحي و الرسالة و آل محمّد عليه و عليهم أفضل الصلاة و السلام من أنواع الأذى و الشدّة، و عدم قيام الأمّة بواجب حقّهم الذي جعله اللّه أجر الرسالة. نعم، لم يزالوا في ضغط و عناء و شدّة و بلاء من أسر و قتل و حبس و صلب و تشريد و تطريد و نفي عن الأوطان و تبعيد.

المهديّ المنتظر أحاط بجميع ذلك خبرا و علما، و علم أنّ هذه الخطّة ستكون بالنسبة إليه، بل أشدّ و أعظم و أدهى و أمرّ لما علموا من مبدئه، و أنّه يقول بالخروج بالسيف، فاعتزل ناحية، و ألقى حبلها على غاربها؛ لعلمه أنّها ستعامله معاملة آبائه و أجداده الكرام و بني أعمامه و أقربائه، و ليس غرضه إلاّ التأديب و التنبيه، و رجوعها إلى رشدها، و إدراكها واجب حقّه، و الفوائد المترتّبه عليه.

«علل الشرائع» العطّار عن أبيه، عن الأشعري، عن أحمد ابن الحسين بن عمر بن محمّد بن عبد اللّه، عن مروان الأنباري، قال: خرج من أبي جعفر عليه السّلام: «أنّ اللّه إذا كره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم» [1] . الحديث.

الثاني: الحرّية في الدعوة و الاستقلال بالأمر

كلّ من يقوم بالإصلاح أعمّ من أن يكون دنيويّا أو دينيّا لا بدّ له من أعوان و أنصار و عقد عهود و مواثيق مع بعض الأقوياء؛ لإعانتهم له أو سكوتهم عنه، و لازم هذا العقد


[1] . علل الشرائع، ص 244، باب 179.

نام کتاب : المهدي (عج) نویسنده : الصدر، السيد صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست