نام کتاب : المولد النبوي الشريف نویسنده : الهواري، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 7
ما ندب اللّه تعالى إليه و حضّ عليه، أو سنّه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و دعا إليه، فهو في حيّز القبول و المدح. و ما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود و السخاء و فعل المعروف، فهو من الأفعال المحمودة، و لا يكون ذلك في خلاف ما ورد به الشّرع، لأنّ النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم قد جعل له في ذلك ثوابا حين قال: «من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، و من سنّ في الإسلام سنّة سيّئة كان عليه وزرها و وزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء».
و يدخل في هذا الإطار صلاة التراويح في رمضان، و موقف عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه منها، و امتداحها بقوله: «نعمت البدعة هذه»، لأنها كانت من أفعال الخير التي جمع الناس عليها، و ندبهم إليها.
و سمّاها بدعة، و مدحها، لأن النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم لم يسنّها للمسلمين، و إنما صلّاها ليالي ثم تركها، و لم يحافظ عليها، و لم يجمع الناس لها.
و منه أيضا: نقط المصحف في عهد التابعين على يد يحيى بن يعمر، و زيادة الأذان الثاني قبل خطبة الجمعة في زمن عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه، و الجهر بالصلاة على النبي صلى اللّه عليه و سلّم بعد الأذان منذ أواخر القرن السابع، و غير ذلك.
أما المقصود بقوله صلى اللّه عليه و سلّم: «كلّ محدثة بدعة ...»، و قوله صلى اللّه عليه و سلّم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ»، فهو ما خالف أصول الشريعة، و أخذ فيه بالرأي و الهوى، كبدعة إنكار القدر، و بدعة القول بالجبر، و بدعة تكفير مرتكب الكبيرة، و بدعة القول بخلق القرآن، و غيرها.
نام کتاب : المولد النبوي الشريف نویسنده : الهواري، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 7