وفاة عبد اللّه‌

و لمّا كان الحمل الشّريف في شهره الرّابع خرج عبد اللّه إلى الشّام في رحلة تجاريّة* فلمّا قضى منها حاجته رجع عائدا إلى حماه* و بينما هو يجتاز المدينة أدركته حمّى عاتية ضريّة [1]* فمال إلى أخواله من بني النّجّار ليبلغ راحته و يعالج حمّاه* و بعد أن عانى المرض شهرا كاملا نفذ فيه سهم المنيّة* فدفن هنالك بين لوعة الحزن و أساه* و لمّا نعاه النّاعي إلى أبيه تلقاه بقلب محترق و عين بكيّة* أمّا امنة الوفيّة فقد بلغ بها الحزن غايته و الكمد مداه* و ترك عبد اللّه قطيعا من الغنم و خمسا من الإبل و جارية حبشيّة* و هذا الّذي تركه عبد اللّه من دنياه ورثه عنه رسول اللّه.

[1] العاتية: الجبّارة، أو المتجاوزة للحدّ. ضرية: ضارية، و قد ضري ضرا و ضراوة: اشتدّ.