كبيض الحمام* و في عنفقته‌ [1] شعرات بيض لا تكاد تبين. لم يلد النّساء مثله في النّاس أجمعين* صلوات اللّه و سلامه عليه في الأوّلين و الآخرين.

أخذت السّبيل على الواصفين‌ * * * فمن ذا يقول؟ و من ذا يبين؟

إذا ما تبدّيت للنّاظرين‌ * * * غمرتهم في سناك المبين‌

و حيّرت ألبابهم أجمعين‌من أيّ النّواحي يفيك المقال

و قد جمع اللّه فيك الكمال‌

و ألّف فيك فنون الجمال‌ * * * و ألقى عليك رداء الحلال‌

و صاغك من نوره المستبين‌ملكت المحاسن معنى و حسّا

و فقت الملائك روحا و نفسا

و رقّت حواشيك لطفا و أنسا * * * و حزت الكمالات طهرا و قدسا [2]

فما فيك (لو كنت) للقائلين‌سماحة نفس كروح الصّبا

و رقّة طبع كعهد الصّبا [3]

و حسن بيان كزهر الرّبى‌ * * * و روعة خلق كبيض الظّبا [4]

فمن ذا يساميك في العالمين‌ [5].

[1] العنفقة: شعيرات بين الشفة السّفلى و الذقن.

[2] رقيق الحواشي: لطيف الصحبة.

[3] السماحة: السّهولة، أو الجود و الكرم. الصّبا: ريح الشرق الناعمة. الصّبا: الفتوة و الشباب.

[4] الظّبا (بضم الظاء): جمع الظّبة: حدّ السيف و السنان و الخنجر و ما أشبهها. و الظّبا (الظّباء- بكسر الظاء): جمع الظّبي.

[5] ساماه: باراه و فاخره.