نام کتاب : المولد النبوي الشريف نویسنده : الهواري، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 266
مخايل النبوة في الطفولة
لقد كان كلّ شيء من سمات محمّد و صفاته* و حركاته و سكناته* و نطقه و صمته* و شكله و سمته [1]* ينبىء أنّ هذا النّاشئ الكريم* لم يخلق إلّا لأمر عظيم* و كان يتوسّمه ذوو الألباب* و أقطاب [2] أهل الكتاب فيعلمون أنّه نبيّ آخر الزّمان* و أنّ نوره سيعمّ كلّ إنسان في كلّ مكان*
و كان على ربّ البريّة* أن يتعاهد هذه النّفس الزّكيّة بالتّربية الإلهيّة* فوق ما هيّأ لها من وسائل الفضائل الكسبيّة* ليتخلّق بأخلاق اللّه* و لينشأ على أدبه و هداه* و خليق بمن خلقه اللّه ليؤدّي عنه أشرف الأمانات* و ليشرع للنّاس أكمل الكمالات* أن يكون اللّه مؤدّبه و راعيه* و كافله و كافيه* و لقد حدّث رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلّم ) عن بعض تأديب اللّه له فقال: لقد رأيتني في غلمان قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان* كلّنا قد تعرّى و أخذ إزاره على رقبته يحمل عليه الحجارة* فإنّي لأقبل كذلك و أدبر إذ لكمني لاكم ما أراه لكمة وجيعة* ثمّ قال:
[2] الأقطاب: جمع القطب، و هو من الناس: سيّدهم، و من الشيء: قوامه و مداره.
[3] من فضل اللّه تعالى على النبيّ ( صلّى اللّه عليه و سلّم )، أنه لم يشرب خمرا، و لم يأكل مما كان يذبح على النصب، و لم يتقرّب إلى صنم، و لم يكذب في حياته قطّ.
نام کتاب : المولد النبوي الشريف نویسنده : الهواري، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 266